Admin Admin
المساهمات : 480 تاريخ التسجيل : 07/12/2011
| موضوع: .. الغربه ... الإثنين فبراير 06, 2012 6:33 pm | |
| 1 في هذه الليله المثقوبة بالبروق .. والرعود .. والأمطار .. سوف أقول لك ( أحبك ) دون خطابه.. ودون ميكروفونات .. ومكبرات أصوات.. فالخطابات على سرير الحب .. لا تقنع المستمعات.. ولا العاشقات. إنها كالخطابات الإيديولوجيه .. والخطابات السياسيه.. والخطابات الإنتخابيه.. لا يصغي إليها أحد.. ولا يتحمس لها أحد..
2 في هذه الليله المضرجة بدم القصائد .. لن أتلو عليك الوصايا العشر ولكنني سأقرأ عليك بعض الشعر.. وأقدم لك الشكر.. لأنك سمحت لي بقيلولة قصيره.. على خط الزلزال.. الممتد من شمال أنوثتك .. إلى جنوبها .. ومن ذهب عمودك الفقري .. إلى فضة الخاصره.. ومن صخرة ( الروشه ) .. إلى مضيق جبل طارق.. ومن جزيرة أرواد..إلى جزر الكناري.. ومن أنهار دمشق السبعه.. إلى أنهارك التي لا تعرف العصافير عددها !!..
3 في هذه الليله التي يرتبط فيها مصيري بمصير هذا الكيمونو البرتقالي المفتوح على الجهات الأربع .. لن تكون هناك أسئلة أطرحها عليك . ستكونين أنت السؤال الكبير .. والجواب الكبير..
4 في هذه الليله لن أكون كاهناً ، كما تتوقعين .. ولكنني سوف أكون شاعراً .. مذبوحاً كالديك بسيف قصيدته..
5 في هذه الليله سأضع كل أعمالي الشعرية في الخزانه.. وأكتبك من جديد..
6 في هذه الليله.. التي نبحر فيها بلا خرائط .. ولا تفاصيل .. لا أريد أن أقف خطيباً على قدح من النبيذ الأحمر.. فالنبيذ الفرنسي لا يفهم اللغة العربيه .. وعطر ( شانيل ) لا يحفظ شيئاً من شعر المتنبي .. ونهداك المغروران . لا يعترفان بقانون الجاذبيه !!..
7 في هذه الليلة الحبلى بالقلق ، والدهشة ، والنبوءات.. لن أتثاقف.. ولن أتفاصح.. ولن أقرأ عليك نشيد الإنشاد .. أو كتاب ( أوفيد ) عن فن الحب .. أو كتاب ( طوق الحمامة ) لابن حزم الأندلسي .. ولا أي كتاب يتحدث عن شهداء الهوى ومجانينه .. فالحب العظيم لا يقرأ إلا كتابه .. ولا يصدق إلا نفسه ..
8 ليس هناك حب يسمونه حب ما قبل الحداثه أو حب ما بعد الحداثه .. فكل حب يضربنا.. سواء في القرن الأول .. أو في القرن العاشر .. أو في القرن الواحد والعشرين .. هو حب حديث ..
9 أيتها الغجرية الهاربة من جنسيتها. أيتها القصيدة الهاربة من موسيقاها. هكذا أحبك.. قطة برية ترفض أن تقص أظافرها.. وترفض أن تطفئ سجائرها .. وترفض أن تسكن في ضريج النصوص . والكلمات المأثوره ..
10 هكذا أحبك قطة سيامية وحشية الطباع. تخرمش وجوه الرجال .. وجوارب السيدات... ولا تتخلى عن بوصة واحدة من حريتها .. ولا تعرف من الثقافات.. سوى ثقافة جسدها!!..
11 من أجل الشعر، يا سيدتي أتوسل أليك .. أن تكوني غجرية بلا حدود.. وعاصفة بلا حدود.. وامرأة بلا حدود.. فكلما ازدادت حكمة خمدت حرائقي.. وكلما ازددت توازناً تخلخلت موازين الشعر!!. نزارقباني ..
| |
|